مقالات الرأي

اشراقات انتصار جعفر  ورحل قيثارة الفن الكردفاني الأصيل

اشراقات

انتصار جعفر

 

ورحل قيثارة الفن الكردفاني الأصيل

 

رحل مقتول هواك يا كردفان مخلفا ارثا فنيا متفردا وسيظل خالد

 

الريدة في قلوبنا الله علاه

ليك يا عبدالقارد سالم لأنك

الإنسان الفنان والمعلم المقتد

 

(ليمون بارا).., سيظل يغزي اوردتنا بفيتامين سي ليمنحنا الطاقة الإيجابية لأستمرار الحي

 

جمع بين العلم والفن فكانت موهبته  الفطرية فصقلها بالدراسة واصبح  علامة فارعة وسامغة في فضاءات الغناء السوداني الرحب لأنه قدم لونية ذات رونق خاص بالتراث والفكلور الكردفاني المتميز بإيقاع المردوم بل حمل لواء تطويره من المحلية الإقليمية الي رحاب السودان الواسع فاقترن اسم الراحل المقيم الفنان الدكتور عبدالقادر سالم بالغناء الكردفاني الأصيل الذي جمع فيه كل ثقافات وتراث وفلكور  القبائل الكردفانبة

فلا غرو في ذلك لأنه عشق كل شئ في موطنه فقد شهدت مدينة الدلنج التي تكسو الخضرة والجبال كل ملامح وجهها صرخة ميلاده في العام السادس والأربعون وتسعمائة وألف وأكمل دراسته والتحق بسلك التعليم فكان نعم المربي.. إلا ان شغفه وعشقه للغناء غلب

وفي مطلع سبعينات القرن الماضي نال درجة البكالوريوس َمن معهد الموسيقى والمسرح

مسيرة فنية عامرة بالعطاء الفني الجزيل حيث رفد مكتبة الغناء السوداني بأكثر من مئتان أغنية كل اغنية على  احد تحكي عن مكنون إبداعي..

سبر اغوار رمال وكثبان وقبائل كردفان فأخرج الدرر عبر السلم الموسيقى السباعي والخماسي.. فكان يطرب كل الشعوب الشقيقة الأفريقية منها والعربية وأغنية (الوزين جفا الرهيد) الذي ادمن   التلفزيون اليمني  بثها وحفلاته في إريتريا وحمله على اكتاف الشعب الإريتري ابلغ دليل وشاهد عصر على جمال وروعة منتوجه الفني الغزير.

صوتًا كان وطنًا ذاكرة أمةٍ ناطقة بالنغ

قامةً سامقة من قامات الأغنية السوداني

وأحد أبرز أعمدة الموسيقى والتراث في بلادن

عُرف  بشغفه العميق بالتراث السوداني الأصيل فحمله في قلبه قبل صوته وجاب به الآفاق من كردفان إلى كل بقاع العالم معرّفًا بثقافة السودان ومجسدًا روح الإنسان السوداني في أنقى صورها حتى صار سفيرًا حقيقيًا للأغنية السودانية في المحافل الدولية

قاسمه الشاعر المرهف الحس عبدالله الكاظم الذي شكل معه ثنائية اقل ما توصف بالرائعة والقواسم المشتركة بينهما في طرح الرؤى والأفكار وتنوع موضوع القصيدة ومع التكنيك اللحني المناسب. مما ذاع صيته عالميا فكانت أنجح رحلاته الفنية الخارجية الي أوربا في العام( ١٩٨٤)م  فرقص الأربيون  على انغام ( المردوم) و(الكمبلا) و(الجراري)

وكان أهم مايميزه  من الفنانيين اهتمامه بفرقته الشعبية وهي ترتدى الزي التراثي والفلكوري بكل اكسسوارته الشعبية اللافت للنظر بجمالها… فحقا كانت سفارة فنية شعبية متحركة ولان همه الأول وشغله الشاغل هو تطوير وانتشار الأغنية الكردفاني على كافة الاصعدة داخليا وإقليميا بل وعالميا.وشَمل نشاطه الإنساني هذا البحث والتنقيب والتوثيق للتراث الكردفاني الأصيل لذلك استحق  لقب (صوت كردفان) و(رأوي تراث غرب السودان). نال درجة الدكتورة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.

قدم أغنيات ستظل حاضرة بل محفورة في ذاكرة المستمع ومحصنة ضد النسيان لأنها كتبت ولحنت بصدق العاطفة وباحساس مرهف فكانت (مقتول هواك يا كردفان) التي صاغ كلماتها الشاعر عبد الجبار عبد الرحمن وبرغم غزارة العاطفة التي امتازت بها والغرام الشفيف والمحبة الشديدة التي تجزم بأن هذا الكاتب من ربوع كردفان الا انه ليس كردفاني الأصل ولكنه كردفاني الهوى

وفي ذات الأغنية الكل يتذكر ذلكم المشهد المفرح عندما اعتلي خشبة المسرح الباشكاتب ود الأمين وغني مع سالم (اسير غزال فوق القويز.. وكلام غزل معسول لذيذ دمعات عتاب من زولا عزيز سألت بحر  في كردفان).. فكان التجاوب والإعجاب من الجمهور.

كذلك كانت (ليمون بارا يا اخوانا شيلوا الجلالة سبحان الله وتعالي). والتي صاغ كلماتها الشاعر يوسف حسب الدائم واداها سالم بايقاع المردوم الذي يبث الحماس والنشاط والفرح في أواصل الجسد.وكانت (حلوة يا بسامة الفايح نسامة الريدة في قلوبنا الله علاها) هنا علو كعب الريدة والغرام بايعاز من المولى عز وجل وانهم اناس على سجبتهم طبيعتهم وتحتل الريدة قلوبهم العامرة بالخير.

(وكلم قمارينا) و(الليله غاب تومي عزوني يا خلائق  واعد  نجوم الليل ونار الغرام قايد)..

عبد القادر سالم كان النجاح حليفه في كل جوانب حياته لأنه محب وصادق وصاحب قلب طيب وابن البلد (الفنجري). واخو اخوان تجده في الصفوف الامامية في كل محفل وطني واجتماعي وانساني وفني يعطي بسخاء خاصة إبان توليه رئاسة اتحاد المهن المؤسيقية  فكان المقابل حب الناس فمنحوه الدكتوراة الفاخرية وسفير النوايا الحسنة. تشهد له المسارح ودور الفنون والمنابر الأكاديمية بمثابرته واجتهاد

وبحثه العلمي الرصين المرتبط بالموسيقى والترا

حيث جمع بين الأصالة والعلم

لقد ترك الفقيد إرثًا فنيًا وثقافيًا خالدًا

 

إشراقة أخيرة

الوفاء للوطن

منذ اندلاع الحرب اللعينة ظل الراحل المقيم  عبدالقادر سالم مرابطا داخل منزله بَحي بانت غرب بامدرمان وفاءا للوطن سافر مستشفيا إلى مصر ولكن عاد بسرعة لحضن الوطن الذي يعشقه ولا يطيب له المقام الا فيه. وقبل رحيله بايام معدودات زاره متفقدا مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق مفضل كرد لجميل واهتمام الدولة بالمبدعين  .. الا ان إرادة المولى عز وجل كانت اسرع ولكن لا نقول الا ما يرضي الله (إنا لله وإنا اليه راجعون

نصر من الله وفتح قري ب).. .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى